يحرص الخبراء والمحللون باستمرار على دراسة حالة السوق للتنبؤ بأحدث الاتجاهات والأنماط الاقتصادية وتحديد القطاعات التي ستحقق نموًا أو تراجعًا في الأرباح والمبيعات، ورغم ذلك، لم يستطع سوى القليل منهم تحديد مصير قطاع الأعمال في عام 2020 وهو العام الذي قامت فيه منظمة الصحة العالمية بالإعلان الرسمي عن تحول فيروس كورونا "كوفيد-19" إلى وباء عالمي.

ومع انتشار فيروس كورونا، تغير شكل العالم الذي نعيش فيه تمامًا حيث اضطرت العديد من الشركات إلى التأقلم مع هذا التغير المفاجئ ونقل عملياتها إلى منصات التجارة الإلكترونية، بينما شهدت أسواق الأسهم العالمية تراجع وارتفاع أسعار الأسهم بشكل ملحوظ نتيجة للاحتياجات الجديدة التي فرضتها الأزمة خلال فترة الإغلاق التي خضعت لها معظم بلدان العالم.

ورغم التغير الهائل الذي شهده قطاع الأعمال خلال وقت قصير، ازدهرت أعمال العديد من القطاعات المختلفة، فوفقًا لمجلة Forbes الأمريكية، زاد معدل الطلب بشكل كبير على بعض الخدمات والمنتجات ومن بينها، خدمات التنظيف والتوصيل، ومنتجات البقالة، وخدمات الرعاية الصحية وغيرها.

ومع التزام المزيد من الأشخاص بالبقاء في منازلهم للحد من انتشار فيروس كورونا بعد إغلاق المكاتب والمدارس والجامعات، لجأ الكثيرون إلى التسوق عبر الإنترنت لشراء احتياجاتهم. ووفقًا لمؤشر التجزئة الصادر من شركة IBM الأمريكية لعام 2020، أظهرت النتائج أن الوباء ساهم في تسريع التحول من التسوق التقليدي داخل المتاجر إلى التسوق الإلكتروني بمعدل غير مسبوق بحوالي 5 سنوات، حيث تحرص الشركات على نقل عملياتهم إلى منصات التجارة الإلكترونية لمواكبة التطورات الاقتصادية الجديدة نظرًا للخسائر الفادحة التي تكبدتها العديد من المتاجر والعلامات التجارية خلال الأزمة.

وفي ظل تأثير الوباء على سلوك وتفضيلات العملاء، تحتاج الشركات إلى التأقلم مع الأوضاع الحالية عبر تطوير الخدمات وتوفير الحلول المبتكرة للحفاظ على استمرارية الأعمال وتنمية مشروعاتها. ومن أفضل الممارسات التي يمكن للشركات الاعتماد عليها هي استخدام قنوات التسويق الشاملة، والاستثمار في أحدث الحلول الآلية لسلاسل الإمداد والتوريد، وخدمات التوصيل وبرامج المكافآت للحفاظ على ولاء العملاء، إلى جانب فهم وتلبية احتياجاتهم دائمة التغير.

وبما أن قدرة الشركات على التأقلم مع الأوضاع المتغيرة تعد أحد العناصر الهامة لضمان استمرارية الأعمال، نقدم لكم فيما يلي خمسة مبادئ أساسية اقترحها الخبراء لتحقيق هذا الهدف:

  • التنوع والتعدد الثقافي في بيئة العمل: ينصح الخبراء باختيار موظفين من خلفيات ثقافية متنوعة للاستفادة من قدراتهم المعرفية وأفكارهم المختلفة، فكلما زاد التنوع الثقافي في بيئة العمل، زادت فرصة إدارة الأعمال، وطرح الأفكار، والتعامل مع المواقف بطرق عديدة ومبتكرة.
  • الاعتماد على العمليات المستقلة: يتمثل في تقسيم نظام العمل بالشركة أو المؤسسة إلى عمليات أساسية مستقلة بذاتها لضمان استمرارية الأعمال في حالة تضرر أي من العمليات أو الوظائف الأساسية.
  • تعزيز مهارات الـتأقلم: تتمثل مهارات التأقلم في قدرة الشركة على تحليل التغيرات القائمة وتطوير العمليات والأنظمة الداخلية لمواكبة الأوضاع المتغيرة.
  • إعداد خطة للطوارئ: يجب أن يكون لدى الشركات خطة لإدارة الأزمات ومواجهة الحالات الطارئة للتخفيف من التأثير المحتمل لأي أضرار قد تقع لحماية الأعمال من التغيرات المفاجئة.
  • الإلمام الكامل بمجريات السوق: ينصح الخبراء أصحاب الشركات بضرورة المتابعة المستمرة لأحدث تطورات السوق لمواءمة عملياتهم وخدماتهم مع الأنظمة والمجالات المتاحة مثل سلاسل الإمداد التوريد، والأنظمة البيئية والاقتصادية للأعمال، والأنظمة الاجتماعية والبيئية، لتحديد العملاء المستهدفون والخدمات المقدمة لهم لتجنب تضرر الأعمال من التغيرات المفاجئة.

وختامًا، لا يمكن التنبؤ بما سيحدث في المستقبل بنسبة 100%، ومع ذلك، يمكن للشركات الاستعداد للتعامل مع الأزمات والتغيرات المفاجئة من خلال فهم واستيعاب احتياجات العملاء لتلبية رغباتهم مع تقديم الخدمات والمنتجات الملائمة للمجتمعات المحيطة بأعمالهم.

نحن نهتم لدينا فريق مخصص للرد على استفساراتك وتلبية احتياجاتك
    مقارنة (0/3)
    قارن
    مقارنة (0/3)